انسحاب مذل لنسور قرطاج في كأس افريقيا 2024

ل ا نجاح دون تخطيط وتحليل ، لا نجاح دون قيادة و ادارة رشيدة، و لا اصلاح دون معرفة جذور الداء .
انسحاب مذل لنسور قرطاج في كأس افريقيا 2024 و الأول منذ فشلنا 2013 في نيجريا لكن بوجه آخر بعد الفوز على الجزائر فتاريخ يعيد نفسه لكن بتغيير في تفاصيل صغيرة .

لم نضيع ولا فرصة لتجاوز دوري المجموعات بعد تسهيل الترشح بإضافة أحسن 4 ثوالث في كل المجموعات فمن 24 منتخب هناك 16 مقعد في دور القادم و بذلك يمكننا القول بكل أسف أن هذه المشاركة فضيحة على كل المقاييس، بتقاعس واضح وصريح من أغلبية اللاعبين، بفقدان هذه المجموعة أو جلها للرغبة في دفاع عن مكانة تونس في افريقيا، فقد عاشت الكرة التونسية في آخر السنين كل أنواع الفساد و التلاعب بالمباريات و سمسرة في الاعبين.

فأصبح كل شيء فيها بمقابل، من الدعوة للتربصات الى مكان في التشكيلة الأساسية في أكبر الاستحقاقات الدولية، كل هذا لا يصنع أجيالا و لا منتخبات و لا مدربين قادرين على مقارعة كبار القارة، و هذا ما يتجلى في انحطاط مستوى الكرة التونسية على مر سنين ، فغابت الهوية و غابت القيادة و تفاقمت الاشاعات و انعدمت كل الظروف المؤهلة للنجاح .

يتجلى كل هذا في آخر مباراة في إطار المسابقة، فنشاهد غياب لفكرة لعب واضحة، غياب للحلول الهجومية ،بطئ غير مبرر في صناعة اللعب و ربط الهجوم بدفاع . لم ننجح في ضرب خطوط المنافس، لا بالتمريرات الطويلة، لا القطرية منها و لا بالهجومات المعاكسة مما أدى إلى فقدان الربط السريع بين الخطوط و منه إلى غياب اللمسة قبل الأخيرة و الأخيرة. نشاهد ايضا اشباح مشتتين في الملعب، لا طريقة لعب شاملة و لا ضغط عالي على المنافس سببه الأساليب الدفاعية الغير مبررة ، و هذا يكمن في طريقة ادارة المباريات و الفكر المتوفر لدى ناخبنا الوطني (المستقيل او المقال ) الذي تاريخه التدريبي لا يخول له تدريب فرق الصف الأول في بطولتنا المصنفة 52 عالميا فكيف يكون مؤهلا لقيادة نسور قرطاج و تمثيل مستوى التدريب و الكرة التونسية في المحافل الدولية ؟ ومنه نتطرق إلى معاير تعين المدربين في كل أصناف منتخبنا القومي و كيفية اختيار أو انتقاء اللاعبين القادرين على إعلاء رايتنا الوطنية ، كل هذه مواضيع للمراجعة و الاصلاح .

شاهدنا استحواذ على الكرة دون نتيجة و سوء توظيف للاعبين بطريقة لا تتمشى طريقة اللعب أو خارج دور المفضل لهم ، مما يفسر تراجع ملفت لمردود و نجاعة جل الاعبين المتألقين في أكبر البطولات الأوروبية مع نواديهم . شاهدنا فشل على المستوى البدني، غياب الحضور الذهني، خسارة لكل الثنائيات و كل الكرات الثانية أمام منتخب أتى لتفادي الخسارة بنظام 5-2-3 و اللعب على الهجومات المعاكسة و الامكانيات الفنية للاعبيه .

فلولا مستوى حارسنا بشير واسترجاع قلب الدفاع منتصر الطالبي لمستواه بعد بداية متعثرة للمسابقة مع بعض الايجابيات من المنظومة الدفاعية و اختراقات تذكر لعلي العابدي لتكبدنا اليوم خسارة آخري.

نختتم مرحلة السلبيات بعقلية نشاهدها في كل هياكل الدولة الى أن أصبحت من قواعد عيش التونسيين و هي " اخط راسي و أضرب " تأصل من المسؤولية و غياب لمصلحة المجموعة تشاهد طريقة تعامل الاعبين مع التمريرات الطويلة خاصة عند الضعط .تشعر كمتفرج أن الاعب يريد أن يتخلص بالكرة و ليس التقيد بتطبيق أسلوب اللعب المباشر و اعتمادها طريقة في التمرير.

كما تعودنا ،أن ناقوس الخطر على مر السنين لا يلفت انتباهنا فننصدم يوم تظهر حقيقة وضعنا الكارثي. أتمنى أن يكون هذا الفشل الآخير و بداية العمل على اصلاح ما افسده الاستهتار و المحاباة بإنشاء هيكلة جديدة للكرة التونسية . نشاهد بوادر انفراج في بنيتنا التحتية لكن نريد الأن العمل على قواعد صريحة فيها العمل على الكفاءة و الحيادية و التفاني في العمل و اختيار الأشخاص المناسبين في المكان المناسب ، فلدينا من الكفاءات الوطنية الكثير وجب توظيفها لخدمة بلدنا و منتخبنا .

آخيرا نطالب بمراجعة معايير الحصول على شهادات المدربين، اعطاء الفرصة لغير للاعبين و التركيز أكثر في تكوين اجيال قادمة ذات عقلية و مستوى عالي .

"فلا عاش في تونس من خانها ، و لا عاش من ليس من جندها " ????????